مذهب أهل الحجاز والبصرة، ومنه [قوله تعالى]: {أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً}. وفرض الحاكم النفقة، أي: قدرهان وقيل: معنى فرض زكاة الفطر: ألزمها وأوجبها، وهو مذهب أكثر المالكية وأهل العراق. وفرق بعضهم بين فرض وفرض، فقال: فرض- بالتشديد- بين وفصل، وفرض: ألزم، فعلى هذا التأويل يؤول قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا}.
وقوله: "من رمضان" و"من المسلمين". "من"- ههنا- من حروف الجر؛ وهي ثمانية عشر حرفاً، وعملها واحد، ومعانيها مختلفة. ولـ "من" خمسة معان: ابتداء الغاية، والتبعيض، والتبيين، والزيادة للتأكيد، فابتداء الغاية في المكان مع الفاعل، وانتهاء الغاية مع المفعول من نحو نظرت من داري الهلال من خلل السحاب، والتبعيض في الأجناس، مثل: أكلت من الرغيف. والتبيين/ 34/أفي الصفات، ويحسن مكانها "الذي". أو صفة مثل [قوله تعالى]: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ}. والزيادة- بثلاث شرائط-، مع النكرات العامة في غير الواجب، وقوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ}. أحسن ما قيل فيها: أن الأولى ابتداء غاية؛ لأنها مع مكان، والثانية تبعيض؛ لأنه يحسن مكانها البعض، والثالثة تبيين؛ لأنه يحسن مكانها