ما أقول، فلا تكون الباء مبدلة مثل قول العرب: رأيت بزيد الأسد؛ أي: رأيت الأسد برؤيتي إياه، والعرب تسمي كل أمر يشق ويكره سماعه أو مباشرته بأساً، ولذلك قيل للحرب: بأس و [قوله تعالى]: {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} وللمبتلى: بائس.
وقوله: "والدماء" يروى بكسر الدال والمد: وهو قسم بدماء الذبائح التي كانوا يذبحونها للأصنام. ويروى- بضم الدال ولاقصر-، وكلاهما صحيح، وهو قسم بالأصنام بعينها، وهو جمع دمية، هي صور تصنع من الحجارة.
وقوله: "نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم" [9]، أي: ألححت عليه، ومنه قولهم: عطاء غير منزور، أي: بغير إلحاح، واشتقاقه من قولهم: نزر الشيء نزارة؛ إذا قل، قال ذو الرمة:
لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
أي: لا قليل ولا كثير. ويقال: نزرت البئر: إذا أكثرت الاستسقاء منها، حتى يقل ماؤها. فمعناه: أنه سأله، حتى قطع عليه كلامه، وتبرم به. و"عمر" منادى مفرد، أراد: يا عمر، فحذف حرف النداء اختصاراً، كما قال تعالى: