ويقال: تفصد العرق يتفصد: إذا سال؛ وكذلك الماء.
وقوله: "وقد وعيت ما قال" يقال: وعيت الكلام أعيه وعياً؛ إذا فهمته، ومعناه: أن تجمعه في قلبك حتى لا يشذ منه شيء، كما تجمع الشيء في الوعاء. فأما المال والمتاع فيقال فيهما: أوعيت- بالألف- أوعي إيعاء، واسم الفاعل من الأول: واع، ومن الثاني: موع.
وقوله: "وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً" منصوب على الحال الموطئة. ومعنى ذلك: أن الحال يكون صفة مشتقة من فعل، كقائم، وذاهب ونحوه، فلما كان الرجل اسماً جامداً ليس مشتقاً من فعل يأول منه تأويلاً يصلحه ويهيئه لأن يكون حالاً، كما يتأول في قولهم: هذا خاتم حديداً أنه رديء، وفي قولهم: [هذا] باب ساجاً أنه بمعنى صليب، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "رجلاً" بمعنى محسوس، أو مرئي. ويجوز أن يكون أراد مثل رجل، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
وقوله: "هل ترى بما أقول بأساً؟ " [8]. يمكن أن تكون الباء بمعنى "في" كما تقول: زيد بتلمسان وفي تلمسان، أو تقدر: هل ترى بأساً برؤيتك