جعله فاعلاً، ومن نصبها فعلى الحال، والفاعل مضمر تقديره: إذا أنشأت السحابة بحرية، والعرب تضمر الفاعل، وإن لم يجر له ذكر، إذا كان في فحوى الكلام ما يدل عليه، فيقولون: هبت شمالاً، وهبت جنوباً، يريدون: هبت الريح، وهو في الشعر كثير، ومعنى أنشأت: ابتدأت وأقبلت، ومنه قيل: أنشأ الشاعر يقول، وقد قيل: أنشأت: ظهرت وارتفعت، ومنه قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِي الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ (24)}. أي: السفن الظاهرة في البحر كالجبال الظاهرة في الأرض، وقال صاحب "الأفعال": نشأ السحاب نشأ: ارتفع، وأنشأ السحاب يمطر: بدأ، وهو الأظهر، و"البحرية": تظهر من جهة البحر، وناحية البحر من الدينة الغرب، والشام من المدينة في ناحية الشمال. ومعنى "تشاءمت": أخذت نحو الشأم، وإذا كانت كذلك فهي أكثر لمائها؛ لأن الجنوب تسوقها، والجنوب أحد الرياح للمطر بالحجاز.

وقوله: "فتلك عين غديقة" العين: مطر أيام لا يقلع، والعين- أيضاً-: ناحية القبلة. ويقال: العين: ما عن يمين قبلة العراق.

(ع) و"غديقة": تصغير غدقة، فالغدقة: الكثيرة الماء، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015