للجمع، مثل القرء: للطهر والحيض، والجارية: للسفينة والأمة، والمشتري: للكوكب، وقابل البيع، والعرب ما وضعت هذه الألفاظ، لتستعمل في مسمياتها إلا على سبيل البدل، أما على سبيل الجمع فلا، نعم نسبة المشترك إلى مسمياته متشابه، لكن تشابه نسبة كل واحد من آحاده، وتشابه نسبة كل واحد من آحاد العموم على الجمع، وتشابه نسبة المفهوم في السكوت عن الجميع، لا في الدلالة، وتشابه نسبة الفعل في أماكن وقوعه على كل وجه، والوهم سابق إلى التسوية بين المتشابهات، وهو غفلة عن تفصيل التشابه.
قال الشيخ- وفقه الله تعالى-: ونرجع إلى الانفصال عن الآية، ونقول: نتسلق إلى فتح هذا الباب في معنيين يتعلق أحدهما بالآخر؛ فإن طلب المغفرة يتعلق بالمغفرة، لكن الأظهر عندنا أن هذا إنما أطلق على المعنيين بإزاء معنى واحد مشترك بين المعنيين؛ وهو العناية بأمر النبي [صلى الله عليه وسلم]، لشرفه، وخدمته. والعناية من الله: المغفرة، ومن الملائكة: استغفار ودعاء؛ ومن الأمة: دعاء وصلوات، وكذلك العذر عن السجود.
وقوله: "اللهم صل على محمد، وأزواجه، وذريته" [66]. الأزواج معروفات. والذرية: من كانت للنبي عليه السلام، ولادة من ولده، وولد ولده، ممن تبعه وأطاعه. وأصل الذرية: النسل، مأخوذ من ذرأهم الله؛ أي: خلقهم قال ابن دريد: ذر الله الخلق: ذرأهم، كان أصله الهمز، فتركت