هذا البيت للمضرب بن كعب وسمى المضرب، لأنه شبب بامرأة قفار أخوها لذلك فضربه بالسيف ضربات عديدة، ويروى لشبل بن الصامت المري، وبعده:

فصدت بعيني شادن وتبسمت ... بعجفاء عن غر لهن غروب

أراد بالعجفاء: لثاتها؛ لأن اللثات يستحب أن يكون قليلة اللحم ويكره انتفاخها. ويحتمل أن يريد شفتها لأن الشفة يستحب فيها الرقة، فتكون بمنزلة قول النابغلة:

تجلو بقادمتي حمامة أيكة ... برداً أسف لثاته بالأثمد

وأراد بالغر: أسنانها، والغروب: جمع غرب وهو حد الأسنان. وصف أن محبوبته لفيها وهو محرم ملب فتورع عن الكلام معها. ومعنى فيئي: ارجعي والحرام: المحرم، ولبيب ههنا: بمعنى ملب وهو نادر؛ لأن فعيلاً لا يستعمل بمعنى مفعل. وإنما يجيء أصلاً من فعل المضموم العين كظريف من ظرف؛ وهذا بابه المطرد.

ويأتي بمعنى فاعل كقولهم عليم بمعنى عالم، وقدير بمعنى قادر، إذا أرادوا المبالغة. ويأتي بمعنى مفعل المكسور العين كقولهم عذاب أليم بمعنى مؤلم، ويأتي بمعنى مُفعل كقولهم العين المفتوح أكيل وجليس وشريب، قال الراجز:

رب شريب لك ذو حساس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015