وأنشد في هذا الباب:

(388)

(يخرجن من أجواز ليل غاض)

البيت لرؤبة بن العجاج من شعر يمدح به بلال بن أبي بردة، وقبله:

يقطع أجواز الفلا انقضاضي ... بالعيس فوق الشرك الرقاض

كأنما يضخغن بالخضخاض

الأجواز: الأوساط، والإنقضاض، الانكماش في السير والعجلة. والعيس: الإبل البيض يخلط بياضها حمرة. والشرك: أخاديد الطريق. والرفاض: المتفرقة، الخضخاض: القطران يريد أنها إذا عرقت من شدة السير فاسودت من العرق فكأنها طليت بالقطران وعرف الإبل أسود. ولذلك قال عنترة:

وكأن ربا أو حيلا معقدا ... حش الوقود به جوانب قمقم

ينباع من ذفرى غضوب جسرة ... زيافة مثل الغنيق المكدم

وأنشده ابن قتيبة على أن غاضبا من أغضى جاء على حذف الزيادة من الفعل، وهذا لا يلزم، لأن الأصمعي وغيره حكوا غضا الليل وأغضى. فغاض من غضى لا من أغضى. ولعل رؤبة كان من لغته أغضى فلذلك قال: إنه أراد مغض.

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(389)

(فقلت لها فييء إليك فإنني ... حرام وأني بعد ذاك لبيب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015