وأنشد في باب إدخال الصفات وإخراجها:
(346)
(فلم يستجبه عند ذاك مجيب)
هذا البيت لكعب بن سعد الغنوي وقيل لسهم الغنوي، وصدره:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى
وبعده:
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت رفعة ... لعل أبا المغوار منك قريب
واحتج به ابن قتيبة على أنه يقال استجبتك بمعنى استجبت لك، وكذا قال يعقوب ومن كتابه نقل ابن قتيبة أكثر ما أورده ههنا. وقد يمكن أن يريد فلم يجبه. ويدل على ذلك أنه قال مجيب ولم يقل مستجيب. فيكون الشاعر قد أجرى أفعل كما قالوا استخلف لأهله بمعنى أخلف، واستوقد بمعنى أوقد، قال الله تعالى: (كمثل الذي استوقد نارا)، وقد ذكر ابن قتيبة ذلك فيما تقدم وأنشد لذي الرمة:
ومستخلفات من بلاد تنوفة ... لمصفرة الأشداق حمرا الحواصل
وروى بعضهم لعل أبي المغوار بالخفض وزعموا أن من العرب من يخفض بلعل فيقول: لعل زيد خارج، وأن منهم من يكسر لام لعل مع الخفض بها، وأنشد يعقوب:
لعل الله فضلكم علينا ... بشيء أن أمكم شريم