يصف حمير وحش تسير لورود الماء وهي شديدة العطش، فهي تسرع فكأن الغيطان تقصر من سرعتها. والغيطان: المواضع المنخفضة من الأرض، واحدها غائط، وقوله: عنه، أي من أجله. ويبذ هنا بمعنى يقطع، والمفازة: الفلاة سميت بذلك تفاؤلاً لسالكها بالفوز والنجاة، وكان ينبغي أني قال لها: مهلكة كما قالوا للذيع سليم، تفاؤلاً له بالسلامة. هذا قول الأصمعي، وحكى أبو العباس ثعلب قال: ذكرت لابن الأعرابي قول الأصمعي في المفازة فقال أخطأ، لأن المكارم أخبرنا أنها إنما قيل لها مفازة، لأن من قطعها فاز. وحكى أبو العباس المبرد: فاز الرجل وفوز إذا هلك، فالمفازة على هذا بمنزلة المهلكة بخلاف ما قالا، وأراد بالخمس الكمال: مسيرها إلى الماء خمس ليال كاملة، يريد أنها تقطع المسافة التي لا تقطع إلا في هذا المقدار فيما دون ذلك لسرعة السير، وكمال جمع كامل كقولك قائم وقيام، ويجوز أن يكون جمع كميل كقولك ظريف وظراف، ويروى الخمس بكسر الخاء، والكمال بفتح الكاف، وتقديره على هذا ذي الكمال فحذف المضاف، ويجوز أن يصف بالمصدر فيجعله بمعنى اسم الفاعل كما قالوا: رجل عدل: أي عادل، ونوم: أي نائم، وقبل هذا البيت:

فذكرها مناهل طاميات ... بصارة لا تنزح بالدوالي

فاقبلها النجاد وشايعته ... هواديها كأنضية المغالي

قوله ذكرها: يعني الحمار، والمناهل: موارد الماء، والطاميات: اللواتي طمى ماؤها أي ارتفع لكثرته. وقوله لا تنزح أي لا يسقى ما فيها حتى ينقذ لكثرته، وأنه في فلاة لا يرده وارد فيستقيه، والدوالي: ما يدلي به الماء، أي يستقي. والنجاد: المواضع المرتفعة، وشايعته: تابعته على ما أراد، والهوادي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015