وأنشد في هذا الباب:
(316)
(لقحت حرب وائل عن حيال)
البيت للحارث بن عباد، وصدره:
قربا مربط النعامة منى
قاله في حرب بكر وتغلب حين قتل جساس كليبا، فاعتزل الحارث حربهم، وقال هذا أمر لا ناقة لي فيه ولا جمل، فذهبت مثلاً. فلم يزل كذلك إلى أن لقي مهلهل بجيراً ابن أخيه وزعم أبو العباس المبرد أنه ابنه فقتله وقال: بؤ بشسع نعل كليب، فأخبر بذلك الحارث فقال: نعم القتيل قتيل أصلح بين ابني وائل فكف سفهاءهما وحقن دماءهما. والسفاء ممدود: الطيش فقيل له إنما قتله مهلهل بشسع نعله، فلم يصدق ذلك وبعث إلى مهلهل: إن كنت قتلت بجيراً بأخيك ورضيت به كفأ فقد رضيت ذلك لنزول هذه النائرة: فقال مهلهل: إنما قتلته بشسع نعله، فعندها قال الحارث هذا الشعر وبعد هذا البيت:
لا يجير أغنى قتيلا ولا رهـ ... ـط كليب تزاجروا عن ضلال
لم أكن من جناتها علم اللـ ... ـه وإني بحرها اليوم صالي
قربا مربط النعامة منى ... إن قتل الغلام بالشسع غالي