في بعض نسخ أدب الكتاب: ولا تسأل الضيف بنصب الضيف وتاء الخطاب على لفظ النهي، والصحيح ولا يسأل الضيف بالرفع، والياء على وجه الإخبار، وعليه يصح المعنى لأن بعده:
(فإن يك غثاً أو سميناً فإنني ... سأجعل عينيه لنفسه مقنعاً)
يقول: ليس يحتاج ضيفي إذا ودعني وفارقني أن يسأل عما كنت أطبخه في قدري، لأن ما فيها من غث أو سمين لايغيب عنه، لأني أقدمه بين يديه وأجعل عينيه مقنعاً لنفسه، أي أقول له تحير: ما تحب. ومعنى زخرت: غلت، وذكر الشتوة لأنها وقت الضيق والجهد، ويروى (له) و (به)، والعامل في إذا جوابها الذي دل عليه، وأغنى عنه قوله: ولا سئل الضيف والعامل في حين، يجوز أن يكون زخرت، ويجوز أن يكون يسأل وهو أجود.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(300)
(تصد وتبدى عن أسيل وتتقي)
هذا البيت مشهور لامرئ القيس بن حجر وتمامة.
بناظرة من وحش وجرة مطفل
ومعنى تصد: تعرض. وتبدى: تظهر. والناظرة فيها قولان؛ قيل: أراد العين، وقيل أراد بقره ناظرة، ووجرة: فلاة تألفها الوحش، وخصها بالذكر