وأنشد في هذا الباب:

(297)

(تسائل بابن أحمر من رآه ... أعارت عينه أم لم تعارا)

البيت لعمرو بن أحمر وهذا من الشعر الذي يدل على قائله ويغني عن ذره ووقع في شعر ابن أحمر: (وربت سائل عني حفي) وهو الصحيح، لأنه ليس قبل هذا البيت مذكور يعود إليه الضمير من قوله (تسائل)، ولعل الذي ذكر ابن قتيبة رواية ثانية مخالفة للرواية التي وقعت إلينا من هذا الشعر. وبعد هذا البيت:

فإن يفرح بما لاقيت قومي ... لئامهم فلم أكثر حواراً

والحوار: مصدر حاورته في الأمر إذا راجعته فيه. يقول: لم أكثر مراجعة من سر بذلك من قومي ولا عنفته في سروره بما أصابني، وكان رماه رجل يقال له مخشي بسهم ففقأ عينه وفي ذلك يقول:

شلت أنامل مخشي فلا جبرت ... ولا استعان بضاحي كفه أبدا

أهوى لها مشقصاً حشراً فشبرقها ... وكنت أدعوها قذاها الإثمد الفردا

أعشو بعين وأخرى قد أضربها ... ريب الزمان فأمسى ضوءها خمدا

وقوله: أم لم تعارا، كان قياسه أن يقول أم لم تعر، ولكنه أراد النون الخفيفة كما قال الآخر:

يحسبه الجاهل ما لم يعلما ... شيخنا على كرسيه معمما

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015