وبعد البيت المتقدم:

ليث لدى الحرب أو تدوخ له ... قسراً وبذ الملوك ما فعلا

* * *

وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:

(261)

(قردمانيا وتركا كالبصل)

هذا البيت للبيد بن ربيعة وصدره:

فخمة ذفراء ترتى بالعرا

وقبله:

فمتى ينقع صراخ صادق ... يحلبوه ذات جرس وزجل

النقع: ارتفاع الأصوات، ويحلبوه: يمدوه ويعينوه بحلائب الخيل، الجرس والجرس بالفتح والكسر: الصوت، والزجل كذلك إلا أن فيه تطريباً. أراد كتيبة ذات جرس وزجل، فحذف الموصوف وأقام صفته مقامه. وقوله فخمة ذفراء فيه قولان: قال يعقوب: أراد بالفخمة الكتيبة وجعلها ذفراء لسهكها وتغير رائحتها من الحديد. وقال ابن القزاز في المعاني: أراد درعاً وجعلها ذفراء لرائحة الحديد. وتُرتى: تشد يقال: رتوت الشيء إذا شددته، ورتوته: إذا أرخيته، وهو من الأضداد. ومعنى ترتى بالعرا أنهم كانوا يتخذون عرا في أوساط الدروع تشد ذيوله إليه لتشمر عن لابسها إذا أراد أن يمشي. وكانوا أيضاً يشدون البيض في الدروع لئلا تسقط البيضة عن رأس الفارس إذا ضرب على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015