وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:
(256)
(قبحت من سالفة ومن صدع ... كأنها كشية ضب في صقع)
هذا الرجز لجواس بن هريم. والسالفة: صفحة العنق: والكشية: شحمة بطن الضب. والصقع: الناحية من الأرض، ويروى صقغ بالغين معجمة. هجا امرأة وشبه سالفتها وصدغها في اصفرارهما بكشية ضب في صقع من الأرض، وأراد أن يقول من سالفتين ومن صدغين فلم تمكنه التثنية، فوضع الواحد موضع الاثنين اكتفاء بفهم السامع كما قال الآخر:
كأنه وجه تركيين قد غضبا ... مستهدف لطعان عند تذنيب
وقوله كأنها كشية ضب إنما أفرد الضمير ولم يقل كأنهما لأنه أراد سالفتيها وصدغيها وهي أربع فحمله على المعنى.
* * *
وأنشد ابن قتيبة في باب المقلوب:
(257)
(كأن لها في الأرض نسيا تقصة ... على أمها وإن تحدثك تبلت)
هذا البيت للشنفري الأزدي واسمه عمرو بن عامر. والنسى الشيء المنسي الذي ضل عن صاحبه ويكون النسي أيضاً الشيء الذي تقادم عهده حتى نسى.