وقد يجوز لقائل أن يقول ما الذي يمنعكم أن جعلوا الألف حرف الروى فيهذين البيتين فلا يكونان من هذا الباب، وقد وجدناهم استعملوا الألف رويا في نحو قوله:

نأت دار ليلى وشط المزار ... فعيناك ما تطعمان الكرا

ومر بفرقتها بارح ... فصدق ذاك غراب النوى

فالجواب: أن الذي يمنع من ذلك أن الألف التي في قوله وسطا هي التي تبدل من التنوين في الوقف في نحو قولك رأيت زيدا، والألف التي في قوله العندا هي التي تزاد لإطلاق القوافي المنصوبة في نحو قوله:

أقلى اللوم عاذل والعتابا ... وقولي عن أصبت لقد أصابا

وهاتان الألفان لا يجوز أن تكونا رويا، فلذلك عدلنا عنه.

* * *

وأنشد ابن قتيبة في هذا الباب:

(254)

(أبلج لم يولدبنجم الشح ... مميم البيت كريم السنح)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015