وفي البيت المتقدم شيآن يحتاجان إلى جواب وهما: إذا وغن. فإن شئت جعلت قوله أسلمته النوافز جواباً لإن وحذفت جواب إذا، فيكون التقدير: إذا ما خالط الظبي سهمها أسلمته النوافز. يريد أنه يسقط إلى الأرض من الفزع وإن لم يخالطه سهمها، كما سقط إذا خالطه. وإن شئت جعلت قوله (أسلمته النوافز) جواباً فإذا وحذفت جواب إن، والأول على مذهب سيبويه لأنه يختار حمل الشيء على ما قرب منه، والثاني على مذهب القراء وأصحابه: لأنهم كانوا يختارون الحمل على الأسبق. ويجوز في رواية من روى (هتوف) أن يكون التقدير إذا ما خالط الظبي سهمها هتف فاستغنى عن ذكر هتفت لما تقدم من قوله هتوف، كما تقول أنا شاكر لك عن أحسنت إليّ، فلا تأتي للشرط بجواب استغناء بما تقدم من الكلام، فغن قيل إن حمله على هذا التأويل يضعف المعنى، لأنه يصير المعنى أنها لا تهتف إلا عند مخاطلة سهمهتا للظبي، والقوس يهتف على كل حال خالطه سهمها أو لم يخالطهن فالجواب أن من ذهب هذا المذهب فالمعنى عنده أن الظبي لا يسمع صوتها غلا بعد مخالطة سهمها إياه، لأن سهمها يسبق إليه قبل وصول صوتها إلى أذنيه.

* * *

وأنشد في هذا الباب:

(243)

(فليست بطلق ولا ساكره)

هذا البيت لأوس بن حجر الأسدي، وكانت ناقته جالت به بني مكانين يقال لأحدهما شرج وللآخر ناظره، فسقط فانكسرت فخذه، فقال في ذلك:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015