ثم كسرت العين من غير عور ... ألفيتني ألوى بعيد المستمر
أحمل ما حملت من خير وشر ... كالحية النضناض في أصل الحجر
التخارز: النظر بمؤخر عينه تداهيا ومكرا، فإن كان خلقة فهو خزر. وقوله ثم كسرت العين يحتمل تأويلين، أحدهما أن يفعل ذلك تداهيا، والآخر انه يريد أن يتغامى عن بعض الأمور كأنه لا يراه. ويشبه المعنى الأول قول الشاعر:
إن جئت أرضا أهلها كلهم ... عور فغمض عينك الواحده
والألوى: الشديد الخصومة، والمستمر المذهب، وهو مصدر جاء على صيغة المفعول من استمر يستمر إذا ذهب. ويجوز أن يريد بالمستمر العزيمة والرأي، وقوله (أحمل ما حملت من خير وشر) يريد أنه قدير على فعل كل واحد منهما إذا شاء. والنضناض من الحيات: الذي يخرج لسانه ويحركه. وجعله في أصل الحجر لأنه أشد لتحريكه لسانه وتقليبه عينيه وتشوفه من كل من يمر به وهو نحو قول كثير:
يقلب عيني حية بمجازة ... إذا أمكنته شده لا يقبلها
والمجازة الموضع الذي يجوز عليه الناس.
* * *
وأنشد في هذا الباب:
(237)
(وقيس عيلان ومن تقيسا)