وأنشد في هذا الباب:
(219)
(حتى إذا أسلكوهم في قتائدة ... شلا كما تطرح الجمالة الشردا)
هذا البتي لعبد مناف بن ربع الهذلي وصف قوما هزموا حتى ألزموا الدخول في قتائده، وهي ثنية ضيقة. وقال الأصمعي: كل ثنية قتائدة. والإسلاك: الإدخال. والشل: الطرد. والجمالة: أصحاب الجمال، كما يقال الحمارة لأصحاب الحمير، والبغالة لأصحاب البغال. ولم يقولوا فراسة ولا خيالة. والشرد من الإبل: التي تفر من الشيء إذا رأته، فإذا طردته كان اشد لفراردها، فلذلك خصصها بالذكر ولم يأت لإذا في هذا البيت بجواب على ظاهره، ولا بعده بيت آخر يكون فيه الجواب، لأنه آخر الشعر، وفي ذلك ثلاثة أقوال، قال أبو عبيدة: إذا زائدة فلذلك لم يأت لها بجواب. وذهب الأصمعي إلى أن الجواب محذوف كأنه قال: بلغوا أملهم وأدركوا ما أحبوا ونحو ذلك، ومثله قول الراجز:
لوقد حداهن أبو الجودى ... برجز مستحنفر الروى
مستويات كنوى البرني
أراد لأسرعن. وقال قوم: الجواب قوله شلا، أراد شلوهم شلا فاستغنى بذكر المصدر عن ذكر الفعل لدلالته عليه. وهذا أضعف الأقوال، لأن الشل إنما كان قبل إدخالهم في قتائدة. وهذا الرأي يوجب أن يكون بعد ذلك. وقول