وقوله (تشب): أي توقد. والمقرور: الذي أصابه القر، وهو البرد. ومعنى (لاحت): نظرت وتشوفت إلى هذه النار. حكى الفراء لحت الشيء إذا أبصرته. وجعلها في (يفاع) لأنه أشهر لها، ولأنها إذا كانت في يفاع، وهو الموضع العالي، أصابتها الرياح فاشتعلت. وقوله وبات على النار: لما كان من شأن المتحالفين أن يتحالفوا على النار، جعل الندى والمحلق، كمتحالفين اجتمعا على نار، وذكر المقرورين، لأن المقرور يعظم النار ويشعلها، لشدة حاجته إليها.

وقد أخذ أبو تمام الطائي هذا المعنى وأوضحه وإن كان ليس مثله من جميع الوجوه فقال في مدحه الحسن بن وهب:

قد أثقب الحسن بن وهب في الندى ... ناراً جلت إنسان عين المجتلي

موسومة للمهتدي مأدومة ... للمجتدي مظلومة للمصطلي

ما أنت حين تعد ناراً مثلها ... إلا كتالى سورة لم تنزل

وأما إعرابه فإن قوله (رضيعي) ينصب على أربعة أوجه: إن شئت كان حالاً. وقوله (على النار) هو خبر بات، وإن شئت جعلت رضيعي خبر بات، وعلى النار في موضع الحال، وغن شئت كانا خبرين، وإن شئت نصبت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015