وقوله جرمت فزارة بعدها أن يغضبوا، أي كسبت فزارة الغضب عليك. وقول الفراء: وليس قول من قال: (حق لفزارة الغضب) بشيء، رد منه على سيبويه والخليل، لأن معناه عندهما أحقت فزارة بالغضب، (فأن يغضبوا) على تأويلهما: مفعول سقط منه حرف الجر، وهو على قول الفراء مفعول، لا تقدير فيه لحرف جر، وكلا التأويلين صحيح. وقوله (جرمت فزارة): جملة لها موضع، لأنها في تأويل الصفة للطعنة، كأنه قال: طعنة حارمة.

وأنشد ابن قتيبة:

(35)

(إذا الدليل استاف أخلاق الطرق)

البيت: لرؤبة بن العجاج بن رؤبة، ويكنى أبا الحجاف، وقبل هذا البيت:

تنشطته كل مغلاة الوهق مضبورة قرواء هرجاب فنق

مسودة الأعطاف من وشم العرق مائرة العضدين مصلات العنق

قوله (تنشطته) قال أبو حاتم: هو أن تمد يدها وتسرع ردها، والمغلاة من النوق: التي تبعد الخطو وتغلو فيه، أي تفرط. والوهق: المباراة في السير. والمضبورة: المجموعة الخلق، المكتنزة. والقرواء: الطويلة القرا، وهو الظهر. والفنق: المنعمة في عيشها. وقال الأصمعي: هي الفتية الضخمة. ومائرة: يمور ضبعاها، أي يذهبان ويجيئان لسعة إبطيها. والعضدان: مثنى العضد، وهو غليظ الذراع، الذي بين المرفق والكتف. والمصلات: التي انحسر. الشعر عن عنقها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015