ولسيبويه في بنت كلام مضطرب، وكذلك في أخت، يقتضي بعضه أن التاء فيهما للتأنيث، ويقتضي بعضه أنها للإلحاق، وقد شبه (كلتا) ببنت، فينبغي أن ينظر ما وجه هذا التشبيه، واستيفاء القول في هذا الباب لا يليق بهذا الموضع.
[1] مسألة:
وقال في هذا الباب: "وقالوا: بهماة، فأدخلوا التاء التي هي علامة التأنيث، وفعلى لا تكون إلا للمؤنث".
(قال المفسر) بهماة: شاذة على مذهب البصريين، لأن ألف فعلى عندهم لا تكون أبداً إلا للتأنيث، ولا يجوز أن تكون للإلحاق، لعلتين: أحداهما: أن فعلى لم يسمع فيها التنوين، كما سمع في فعلى المفتوحة، وفعلى المكسورة. والثانية أنه ليس في الكلام اسم على وزن (فعلل) مفتوح اللام مضموم الفاء، فيكون فعلى ملحقاً به، وينبغي أن تكون 0 بهماة) غير شاذة على مذهب الكوفيين، لأنهم قد حكوا ألفاظاً على فعلل مفتوحة اللام، وهي برقع، وطحلب، وجؤذر، وقعدد، وجندب، فيلزم على هذا أن تكون ألف (بهماة) للإلحاق، في لغة من أثبت الهاء فيها، وتكون للتأنيث في لغة من لم يدخل عليها التاء، لأن التنوين لم يلحقها. وقد جاء حرفان آخران نادران، حكى أبو حنيفة عن الفراء نهم يقولون لواحد الخزامى: خزاماة.
وحكى صاحب العين في واحدة السماني: سماناة، وألف فعالى لا تكون لغير التأنيث في مذهب الفريقين جميعاً.