وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار
فالجواب: أن قوله: "وقلت لهن"، يمنع من ذلك، وليس يمتنع عندي أن يكون الشاعر انصرف عن الإخبار عن المؤنث إلى المذكر مجازاً، كما ينصرفون عن المخاطب إلى الغائب، وعن الغائب على المخاطب، وذلك كثير تغني شهرته عن ذكره؛ ويدل على ذلك أنه قال بعد هذا:
فقالوا ما لدمعهما سواء ... أكلتا مقلتيك أصاب عود
فهذا الضمير لا يصح فيه غلا التذكير على هذه الرواية ولو روى هذا البيت:
فقلن نرى دموعهما سواء
لكان أجود، وأبعد من المجاز، ولم أر فيه رواية ثانية غير رواية أبي علي، ولو أنشده منشد:
فقلن ما لدمعهما سواء