وَمن آدابه
افْتِتَاح الْكَلَام بِحَمْد الله تَعَالَى على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمن عَادَتهم أَن يَقُول الْمُسْتَمْلِي من ذكرت أَو مَا ذكرت رَحِمك الله أَو غفر الله لَك أَو مَا أشبهه من الدُّعَاء
وَالْأَحْسَن عِنْدِي أَن يَقُول من حَدثَك أَو من أخْبرك إِن لم يكن تقدم من الشَّيْخ لأحد ذكر إِلَّا أَن تكون هَذِه الْعبارَة أَعنِي قَوْله من ذكرت عَادَة للسلف مستمرة فالاتباع أولى
وليثن على شَيْخه فِي حَال الرِّوَايَة عَنهُ بِمَا هُوَ أهل وَلَا يتَجَاوَز إِلَى أَن يَأْتِي فِي ذَلِك بِمَا لَا يسْتَحقّهُ الشَّيْخ فَإِن معرفَة مَرَاتِب الروَاة من الْمُهِمَّات
فَمَتَى وصف غير الْحَافِظ بِالْحِفْظِ فقد نزله منزلَة يَتَرَتَّب عَلَيْهَا حكم
وَمَتى انْتهى إِلَى ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل يرفع الصَّوْت
وَمن الْآدَاب
إِذا جمع بَين جمَاعَة من شُيُوخه فِي الرِّوَايَة عَنْهُم أَن يقدم من يسْتَحق التَّقْدِيم الْأَعْلَى إِسْنَادًا والأحفظ
وَتَقْدِيم الأحفظ والأتقن أولى
واختاروا فِي الانتقاء مَا علا سَنَده وَقصر مَتنه
وَكَانَ الْحفاظ المتقدمون يختارون مَا فِيهِ فَائِدَة تخصه بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره كزيادة فِي الْمَتْن أَو غرابة فِي السَّنَد أَو بتبيين لمجمل
وَلِهَذَا كَانَ يخْتَار للانتقاء الْحفاظ
ويتجنب فِي الْإِمْلَاء مَا لَا تحتمله عقول الْحَاضِرين أَو مَا يَقع لَهُم فِيهِ شُبْهَة أَو إِشْكَال