في الحديث (?) الثاني: يقول - عليه الصلاة والسلام -: «رباط يوم في سبيل اللَّه خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل اللَّه، أو الغدوة خير من الدنيا وما فيها».

هذا فيه فضل الجهاد في سبيل اللَّه، والمرابطة، وأن رباط يوم في سبيل اللَّه خير من الدنيا وما عليها.

الرباط: لزوم الثغر, ثغور المسلمين لحمايتها من العدو, لحديث سلمان: «رِبَاطُ يَوْمٍ أوَلَيْلَةٍ في سَبيلِ اللَّه خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ» (?)، فإن المرابط يجري عليه عمله، ويأمن من الفتان، يعني يأمن فتان القبر.

فالمرابطة في سبيل اللَّه من أسباب دخول الجنة، ومن أسباب أن العبد يجري عليه رزقه وعمله، ويأمن من فتنة القبر، بسبب جهاده وتقديم نفسه للَّه - سبحانه وتعالى -، صابراً محتسباً، لإعلاء كلمته.

وهكذا موضع سوط أحدكم في الجنة, موضع السوط شيء يسير, خير من الدنيا وما عليها, المقصود الإشارة إلى أن الجنة لا يعدلها شيء, وأن الشيء القليل منها خير من الدنيا وما عليها, كيف وأن أهل الجنة يُعطون فيها «ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت, ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015