هذا ما ليس منه فهو رد» (?) أي فهو مردود.

وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثالاً لهذا, فقال - عليه الصلاة والسلام -: «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ للَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» (?) , وهذا مثال للنية.

فالأعمال في الظاهر قد تكون مستوية متشابهة, لكن تُميِّزها النّيَّات، فالمهاجر إذا أراد وجه اللَّه، والدار الآخرة، فهذا هجرته إلى اللَّه ورسوله، وعمله صالح, وإن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فليس بمهاجر شرعي, إنما هجرته لما هاجر إليه من قصد النكاح، أو الدنيا, وهكذا سفر الإنسان من بلاد إلى بلاد إن كان لطلب العلم، أو للجهاد؛ فله ما نوى, وإن كان للدنيا والتجارة، فله ما نوى.

وهكذا خروجه من بيته، إن كان للمسجد، أو لعيادة مريض، ونحو ذلك، فله ما نوى, وله أعماله الصالحة في ذلك.

وإن كان خروجاً لمعنىً آخر من زيارة، أو أسباب أخرى، فله ما نوى, وله ما قصد.

والحديث الثاني حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015