* في هذا الحديث ما يدل من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا آب من سفر لم يلهه فرح الأوبة ولا دهشة الداخل ولا سرور القادم على الأهل بعد طول الغيبة عن شكر الله وحمده والثناء عليه، فكان يعلن بذلك على كل شرف: وهو المكان العالي.

(والفدفد): أرض فيها غلظ وارتفاع. (والإياب): الرجوع من السفر، وقوله: (آيبون): خبر محذوف يقدر فيه نحن آيبون.

* وقوله: (تائبون) بعد قوله: (آيبون)؛ فإن التوبة تتضمن معنى الأوبة، إلا أنها فيها زيادة تخليص لمعنى الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فكان قوله - صلى الله عليه وسلم -: (تائبون) عند قفوله من عباده كالغزو والحج بعد قوله: (آيبون) على أثر ذلك نافياً للعجب من كل عبادة ليدحض العجب بالكلية.

* وقوله: (ساجدون) الإشارة بذلك إلى الصلاة. وقوله: (لربنا حامدون) كان الوقوف على ربنا: إنا ساجدون لربنا، ثم عاد فابتدأ حامدون، ويكون هذا خبر أيضاً والمبتدأ محذوف؛ أي: ونحن حامدون.

* وقوله: (صدق الله وعده) أي الذي وعد به، وهذا وإن كان في حج ولم يجر فيه حرب يقتصي ذكر النصر، فإنه يذكر - صلى الله عليه وسلم - بالنعمة المتأخرة النعمة المتقدمة، وهذا يتعين على كل منعم عليه أن تذكره النعمة المتأخرة المتقدمة ولا يكون سبباً في نسيانها؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - (92/أ) إنما دخل المسجد الحرام آمناً لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015