ألف مرة ملأها خردلًا، ثم خلق طائرًا وقال له: إن رزقك عندي هو هذا الخردل، فمتى نفد فهو آخر عمرك، وكان من حرص ذلك الطائر على البقاء أنه يأكل يوم خردلة، فنفد ذلك الخردل كله، وبقاء الإنسان في دار الخلد لا يفنى، فبيع ذلك بهذه المدة اليسيرة غبن فاحش، ولا سيما لكل من يقول: إني مؤمن بها، مصدق بالمعاد إليها، ثم يظهر عليه من تساهله- في بيع الكثير منها بالقليل من غيرها- ما يذل على كذبه في دعواه، لولا أن الغفلة تذهب بالإنسان كل مذهب، ويضطره إلى تعاهد التذكرة كل الاضطرار.
-1238 -
الحديث الرابع:
[عن ابن عمر، قال: قام رجل فقال: يا رسول الله؛ كيف صلاة الليل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة).
وفي رواية لأنس بن سيرين، قال: فقلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أأطيل فيهما القراءة؟ قال: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة من آخر الليل، ويصلي الركعتين فيل صلاة الغداة وكأن الأذان بأذنيه) قال حماد: أي بسرعة.
وفي رواية للبخاري: (أن عبد الله بن عمر كان يسلم من الركعتين في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته).
وفي رواية لنافع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: (اجعلو آخر صلاتكم بالليل وترًا).