صورها نفسًا فتعذبه في جهنم). فقال: إن كنت لابد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له).
وفي رواية عن سعيد بن أبي الحسن، قال: (كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال: يا أبا العباس (23/أ)، إني رجل، إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعته يقول: (من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها). فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجههن فقال: ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح).
وفي رواية عن النضر بن أنس، قال: (كنت جالسًا عند ابن عباس، فجعل يفتي ولا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى سأله رجل فقال: إني رجل أصور هذه الصور. فقال له ابن عباس: ادنه، فدنا الرجل، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ).
* قد تقدم الكلام على الصور، وقوله: (كل مصور في النار يجعل له بكل صورة نفسًا) قد قدم قولنا: إن العذاب يكون على جنس الخطايا، وذلك