-420 -
الحديث الرابع عشر:
[عن ربعي عن حذيفة وأبي حازم عن أبي هريرة، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يجمع الله تعالى الناس، فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم، فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم، لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله، قال فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلًا من وراء وراء، اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليمًا، فيأتون موسى عليه السلام فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه، فيقول عيسى: لست بصاحب ذلك، فيأتون محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فيقوم، فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا، فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي! أي شيء كمر البرق؟ (202/ ب) قال: (ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب! سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا). قال: (وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة، مأمورة تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار) والذي نفس أبي هريرة بيده، إن قعر جهنم لسبعون خريفًا].
* في هذا الحديث من الفقه أن الشفاعة مما يجب الإيمان به، وأنها كرامة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - في أمته، وذلك أن الذنوب قد يتفاقم منها الذنب إلى أن تكون