* وأن من الفتن التي تتشربها القلوب اللهج بما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم والحكاية لما يقوله أهل البدعة والمجالسة لأهل الشك في الآخرة.

-417 -

الحديث الحادي عشر:

[عن حذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن، والذي نفسي بيده، إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه) ..

قالوا: يا رسول الله وتعرفنا؟ قال: (نعم، تردون علي غرًا محجلين من آثار الوضوء، ليست لأحد غيركم))

* في هذا الحديث ذكر مقدار حوضه - صلى الله عليه وسلم -.

* وفيه أيضًا أنه يذود عن حوضه من ليس من أهله، ولا أرى ذياده - صلى الله عليه وسلم - إلا من طريق الحمية والأنفة أن يورد حوضه من غير إذنه، وأن أولئك يردون على سبيل السرق فيكون في ذلك افتئات عليه - صلى الله عليه وسلم -، ولكونهم أيضًا نجسًا، وإن الله قد حرمه على الكافرين، فيكون - صلى الله عليه وسلم - حارسًا للماء الذي حرمه الله على الكافرين، وليعلمنا أن الكفار مع مشاهدتهم أهوال القيامة لا ينتهون عن عوائدهم السيئة من الورود بغير إذن.

* ويدل أيضًا على أن أولئك الذين ذادهم - صلى الله عليه وسلم - ليسوا من المصلين زلا من المؤمنين، وهذا مما يحض على الوضوء وأنه لا يزال المتوضئ يغسل ظاهر وجهه ويديه ورجليه مرارًا حتى يغسل الله تعالى باطنها فتقلب غرة وتحجيلًا يعرف (201/ ب) بها صاحبها يوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015