-415 -
الحديث التاسع:
[عن حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كل معروف صدقة)].
* هذا الحديث قد صرح بأن كل معروف صدقة، ومن ذلك بشر الرجل في وجه الرجل، وقد جاء مبينا في حديث آخر أن إرشاد الرجل إلى الطريق التي لا يعرفها صدقة، وأن حلمه عن السفيه إذا كان قادرًا صدقة، ويتسع هذا إلى ما لا يقدر إحصائه إلا الله سبحانه.
* وكما ينبغي أن يعتد به فاعله، يجب أن يعتده المفعول معه، ومن هذا الباب تصل الصدقات إلى من لا يقبل صدقة الأموال، فإن الرجل قد يؤثر الرجل بمجلسه أو يرفعه عليه أو يقدم سؤاله أو حاجته قبل حاجته، ويكون المحسن إليه في ذلك غنيًا لا يقبل صدقات الأموال، فهذا الفقه في الاحتساب يجعل الصدقة مكتوبة على غني.
* ومن هذا المعروف أن يتصدق على زوجته بإعفافها كما قال - صلى الله عليه وسلم -: في بضع أحدكم صدقة، يعني على أهله؛ لأنه قد تشتد حاجتها ويعظم فقرها من ذلك إلى ما لا يمكنها الضعف أن تذكره ولا تبدي ما (199/ ب) بها من الحاجة إليه.
-416 -
الحديث العاشر:
[عن حذيفة، قال: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله