قد نزه منه وباعد عنه المعروفين من أصحابه - صلى الله عليه وسلم - من كل من شهد له بالجنة، ومن شهد معه بدرًا أو الحديبية ومن قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) إلا أنه قد عينهم لأن الله تعالى يظهر في ثمانية منهم سراجًا من النار. دبيلة: هي الخراج العظيم يكون في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم.
-408 -
الحديث الثاني:
[عن جندب قال: جئت يوم الجرعة، فإذا رجل جالس. فقلت:
ليهرقن اليوم هاهنا دماء. فقال ذاك الرجل: كلا والله! قلت: بلى والله! قال: كلا والله قلت: بلى والله! قال: كلا والله! إنه لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنيه فقلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم، تسمعني أخالفك، وقد سمعته من رسول الله فلا تنهاني؟ قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلت عليه أسأله فإذا الرجل حذيفة].
فيه من الفقه أن جندبًا قال وحلف على من رآه من منذرات الحال، فيدل على أنه يجوز أن يقول الرجل ما يبينه على منذرات الأحوال ويحلف عليه (196/ ب) بمنتهى ظنه، إلا أنه ما دام الاحتمال لغير ذلك جائزًا، فإنه لا يجوز اليمين إلا على طريق اللغو التي وعد الله عز وجل أن لا يؤاخذ بها، وقد ذكر أنها أيمان الغضب والضجر التي لا يقصد بها عقد اليمين