استشعار القرب، فإن المنادي إذا علم قرب المنادى حذف حرف النداء إلا في موضعين اقتضيا الاستحثاث وهما قوله: (وقال الرسول يا رب) وقوله: (وقيل يا رب).
وحرف النداء: يا، وأيا، هيا، والهمزة، وأي. فينادي بها القريب والبعيد، (أيا) ينادى بها المتلفت والنائم، ولأنك تزيد على (يا) همزة فيكون (153/ أ) أمد ذكرها بقدر ما يقبل المتلفت ويستيقظ النائم.
(وهيا) في معنى (أيا) لأن الهاء بدل عن الهمزة، والهمزة تنادي بها المقبل عليك فإذا تناهى القرب حذفت حرف النداء، وقلت زيد عمرو كقوله تعالى: (يوسف أعرض عن هذا) فعلى هذا يكون نداء الأنبياء وقولهم (رب) دالا على استشعارهم تناهي القرب من ربهم سبحانه وتعالى إلى داعيه.
* وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان ينبغي أن يجدد الدعاء في كل صباح ومساء لأنه خلق جديد، فيؤتى له بذكر جديد، وقوله: رب أعوذ بك من الكسل، إنما استعاذ من الكسل لأنه من أهم ما استعيذ منه إذ هو سبب للتواني في الطاعات.
* وقوله: (وسوء الكبر) إنما استعاذ في الكبر مما يسمى سوءًا فإذا كان الكبر في طاعة الله وخدمته كان حسنًا لا سوءًا.
* وقوله: (رب أعوذ بك من عذاب في النار) أي من عذاب النار، ويجوز أن يكون: أي من عذاب يكون فيها زيادة على عذابها.
* وقوله: (وعذاب في القبر) دليل على عذاب القبر.