الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذا الليلة وشر ما بعدها، وأعوذ بك من الكسل وسوء (152/ ب) الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر).

وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: (أصبحنا وأصبح الملك لله).

وفي رواية: (من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر)].

* في هذا الحديث خير وبركة وتعليم لهذا الكلمات وهي تشمل على معان منها أنه إذا أمسى وإذا أصبح يقر بأن الملك لله، وأن كل ملك في يد مالك الملك فإنما هو على سبيل المجاز، والملك حقيقة لله عز وجل، وأن الملك لله عز وجل ملكًا وولاية واستحقاقًا. فإذا قال العبد ذلك واعتقده بقلبه خرج من قلبه تعظيم ملوك الدنيا، ثم أتبع ذلك بالحمد لله، وذلك على نعمه الكثيرة التي لا تحصى، منها: انفراد الله تعالى بالملك، فإن الملك يغار من أن يكون الملك إلا له وحده، فإذا قضى سبحانه وتعالى بما يوافق محبة المؤمن تعين على المؤمن أن يحمد الله تعالى على ذلك القضاء، ثم أتبع ذلك بقوله: (لا إله إلا الله وحده) فنفى الإلهية عمومًا وأثبتها لله تعالى وأنه في ذلك وحده، ووكده بقوله: (لا شريك له) ثم أتبعه بقوله: (له الملك وله الحمد) فإنه لا يملك ان يخلص الحمد إلا الله عز وجل، ثم أثبت له القدرة بقوله (وهو على كل شيء قدير) حتى أنه ليعترف المؤمن عند توفيق الله تعالى له، أن الله سبحانه قد كان على خذلانه ومنعه أن يعترف بذلك قديرًا.

* وقوله: (رب أسألك خير ما في هذه الليلة) قوله (رب) بحذف النداء يدل على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015