التي لم تكتب عليهم، وإنما هم الذين ابتدعوها؛ ابتغاء رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها؛ ولذلك كل من ابتدع في الدين شيئًا أو دقق (148/ أ) على عباد الله وعمق مما لم يأذن به الله ولم يشرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو الهالك المحتقب وزر كل من أهلكه بتنطعه.

-313 -

الحديث الرابع:

[عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنًا، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس).

وفي رواية الأعمش: (لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبر)].

* قد فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الكبر بقوله - صلى الله عليه وسلم - الكبر: بطر الحق وغمط الناس. وبطر الحق: التكبر عن الإقرار به، والطغيان في دفعه.

وقال أبو عبيدة: غمط الناس الاحتقار لهم والإزراء بهم، ومثله غمض الناس (بالضاد) وكشف هذا أن العبد إذا قال لا إله إلا الله وسجد لله عز وجل ولم يحتقر الناس فقد برئ من ذلك.

والكبر الذي يكون مثقال ذرة منه يحرم الجنة ويوجب النار هو الكبر عن عبادة الله عز وجل، فأما تكبر الآدميين بعضهم على بعض من قبيل الفخر بالآباء والبيوت ونحو ذلك فهو الذي أخرج إبليس من الجنة، والجدير بمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015