* فيه من الفقه أن الواعظ ينبغي له أن يكون همه في وعظ الناس أن يعلمهم من الخير بقدر ما يعلم أنهم يحفظونه، وأن يكون غرضه في الترقيق جذب القلوب إلى أن تفيء ثم ينتهز فرصة حضورها وانجذابها إلى حفظ ما يعلمها، وأن يتجنب كل ما يراه داعيا إلى السأم، وأن يغب بالموعظة (138/ ب).
* وقوله (يتخولنا). قال أبو عبيد (يتخولنا): يتعهدنا، والخايل: المتعهد للشيء والمصلح له والقائم به، وروي يتخوننا بالنون، والتخون مثل التخول وكان أبو عمر بن العلاء يقول: إنما هو يتخولهم أي ينظر حالتهم التي ينشطون للموعظة والذكر فيعظهم فيها، ولا يكثر عليهم فيملوا.
* وهذا الحديث فيه من المسند (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا).
-279 -
الحديث الخامس والخمسون:
[عن عبد الله، قال: لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسًا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب، وآثرهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله. قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف، ثم قال: فمن