-275 -

الحديث الحادي والخمسون:

[عن عبد الله، قال: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل نام ليله حتى أصبح وفي رواية: مازال نائمًا حتى أصبح ما قام إلى الصلاة فقال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنه، أو قال في أذنيه)].

* في هذا الحديث من ظاهر نطقه الحض على قيام الليل نافلة، وإن كان مع تحرير كلمه ينصرف إلى من نام عن العشاء لأنه قال (نام الليل كله) والعشاء بعض الليل.

* وقوله: (بال الشيطان في أذنيه). أعلم أن الباب الذي يدخل منه إلى اليقظة هو الأذن لقوله: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددًا}.

* وقوله: (بال الشيطان في أذنه) فلا أراه إلا مثلًا من حيث أن الآدمي إذا أهمل سمعه في نهاره قبل نومه انتهز الشيطان فرصة غفلته؛ فقذف في أذنه من الكلام الخبيث المشكك له في الدين، والمغلب عنده طيب راحة النوم على ناشئة الليل فمنعه من قيام الليل؛ فكان بمثابة من ألقى البول في أذنه من حيث أنه ألقى الكلمة الخبيثة النجسة في أذنه فلذلك نام الليل كله من غير انزعاج لذكر الله تعالى في الليل الذي يخلو فيه بنفسه، ويسلم فيه من الرياء لأحد من خلق الله تعالى ولا يمتنع أن يكون للشيطان بول لا يحس به الآدمي وقد ذكر هذا العلماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015