* هذه الذنوب المذكورة في الحديث دركات في مقام السوء، فلذلك عظم الجواب على مقاديرها فقوله: (أن تجعل لله ندًا وهو خلقك). فإن المشرك يعلم قطعًا أنه لم يخلقه الذي يشركه مع الله عز وجل، ولا في خلقه شركة فيكذب في جعله ندًا لله عز وجل كذبًا يعلمه هو فلا يكفيه أن يجحد أن الله خلقه حتى يجعل له مثلًا. وكذلك الذي يقتل (133/ أ) ولده مخافة أن يطعم معه، وهو في نفسه يطلب من الله طعمته، فماذا عليه من غيره حتى يقتله؟ وكذلك الزاني فإنه يأتي بفاحشة، إلا أنه إذا أتاها مع حليلة جاره وهو عنده كالمؤتمن والأحسن منه إن كان يحمي حريم جاره ويحرس ذماره -فكيف يكون هو الذي يأتي بالفاحشة إليه؟!
- 265 -
الحديث الحادي والأربعون:
[عن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: (الصلاة على وقتها) قلت: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين). قلت: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله)، قال: حدثني من لو استزدته لزادني].