* وفي هذا الحديث دليل على ما خص الله تعالى به فاطمة البتول من رفع ذلك عن أبيها - صلى الله عليه وسلم -، ولعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث ساجدًا لا يلقي ذلك عن ظهره انتظارًا لما يفعل الله عز وجل في إكرام من يريد أن يكرمه بأن يجعله هو الملقي لذلك عن ظهره فكانت فاطمة، ويجوز أن يكون - صلى الله عليه وسلم - لما رأى أن ذلك قد ألقي على ظهره في سبيل الله تعالى استطاب دوامه ليراه الله سبحانه وتعالى راضيًا بما أوذي به في سبيله.

* وفيه أيضًا دليل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم دعاء ظاهرًا أسمعهم إياه حتى إذا أهلكهم الله سبحانه وتعالى عرف كل من كان قد سمع ذلك في جواب دعائه. ولا يقول قائل إن هذا جرى اتفاقًا.

* وفيه أيضًا ما يدل على أنه يستحب للداعي أن يكرر دعاءه ثلاث مرات فإن في ذلك تثبيتًا لما يطلبه لنفسه من ربه.

* وفيه دلالة على تصديق الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من إهلاكهم في يوم بدر في القليب الذي ذكره.

* وفيه دليل على أن المؤمن إذا لم تعجل له إجابته فلا ييأس ولا يظن أن الله عز وجل لم يجبه؛ بل إنه يجيبه سبحانه وتعالى في الوقت الذي يستصلحه لذلك.

* وفيه أيضًا أن الضحك من الكافر بالمؤمن باب من الأبواب التي يزيد بها بعدًا عن الله عز وجل، فإن السخرية الاستهزاء من الحق يذهب كثير من الناس به إلى الكفر والبدعة، وصاحب ذلك يظن أن قوله مقصور على السخرية والاستهزاء فليحذر ذلك المؤمن.

* وفيه أن المجرم إذا استشعر العذاب وخاف العقوبة فلم يبلغ به إلى (127/ ب) الإقلاع والانتهاء عما كان عليه بالتوبة النصوح فإن ذلك لا ينفع.

* وفيه جواز السب للمشركين لأن فاطمة سبتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015