{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}]

* فيه من الفقه النهي عن طرد كل طالب للعلم (118/ ب) ولا يسوغ طردهم.

* وفيه أيضًا ما يدل على كرامة هؤلاء النفر الستة، ومن لم يذكر اسم في هذا الحديث فقد ذكر في حديث آخر وهم: سعد، وابن مسعود، وبلال، وصهيب، وعمار، والمقداد، فإن الآية الكريمة قد شهدت لهم: {يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}، وفي هذا دليل على أنهم كانوا من أهل محبة الله عز وجل لقصدهم وجهه سبحانه، وذلك أن أطيب الزمان وألذه هو الغدوات والعشيات فإذا طاب لهم زمانهم تمنوا أن يقطعوه بذكر ربهم سبحانه، وقد قالت الشعراء في هذا المعنى الأقوال التي يذكر بعضها ليستدل به على المقصود.

كقول بعضهم:

أحبك أطراف النهار بشاشة ..

وقول الآخر:

أجد لنا طيب المكان وحسنة ... مني .. فتمنينا .. فكنت الأمانيا

وقوله تعالى: {ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء}، فإن معناه غامض شريف، وذلك أنه قال: (ما عليك من حسابهم}، فجعل الحساب لهم لا عليهم، وقال: {وما من حسابك عليهم من شيء} وكفى بهذا شرفًا لمن يتدبره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015