أعز علي منك، غير نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن علي دينا فاقض، واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا فكان أول قتيل، ودفنت معه آخر في قبره، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع آخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته غير أذنه).

وفي رواية: (فجعلته في قبر على حده)].

* في هذا الحديث ما يدل على أن الشهداء لا سبيل للبلى عليهم، ولو كانت صورة جسم أحدهم قد يطرق عليها ما فرق أجزاءها لم يكن ذلك إلا لزيادة في كرامة (120/ب) الشهيد، فإنه يستطيب كل ما زاد ما يناله من الأذى في سبيل الله.

* وفيه أنه قال: (أعز علي منك) ولم يقل أحب؛ لأنه لم يكن يظن به أنه يحب إلا الله، وكان أفاضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه، كما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: (اللهم إن عمر أحب الناس إلي)، ثم قال: اللهم أغزو، وألو، لك الوطء.

* وفيه جواز أن يغزو الغازي وعليه دين فيوصي بقضائه.

* وفيه جواز أن يكون للرجل البنات الشديدي الحاجة إلى بقائه؛ فيؤثر على القيام عليهن الجهاد في سبيل الله.

* والرجل الذي دفن معه: عمرو بن الجموح، ولا أرى كون جابرا أراد إفراد أبيه عن عمرو بن الجموع على علو قدريهما إلا إيمان جابر رضي الله عنه حقق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015