عرجوا وصعدوا إلى السماء. قال: فيسألهم الله عز وجل- وهو أعلم-: من أين جئتم؟ (79/ أ) فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك.
قال: فماذا يسألونني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا يا رب. قال: وكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: وكيف لو رأوا ناري؟، قالوا: يستغفرونك.
قال: فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا. قال: فيقولون: ربنا، فيهم فلان، عبد خطاء. إنما مر فجلس معهم، قال: فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)].
* في هذا الحديث من الفقه: أشد الحرص، وأكمل البعث، وأعظم الندب إلى كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى، ولاسيما إذا كان ذكرًا يتعلمه الجاهل ويستيقظ به الغافل، ويزداد به العالم. ألا تراه - صلى الله عليه وسلم - كيف قال: (يطوفون يلتمسون حلق الذكر)، فإن الذكر بالاجتماع له معنى بليغ في إصابة رضي الله عز وجل، فإن موسى عليه السلام قال: {واجعل لي وزيرًا من أهلي} .. إلى أن قال: {كي نسبحك كثيرًا (33) ونذكرك كثيرًا} أي: إني أسبحك وأذكرك