الآدمي إلى أن يبلغ أشده، فإنه يكون ما يخلف عليه في مدته (63/ ب) أكبر ما يتخلل منه دائمًا إلى القوة والزيادة، فإذا حسبت هذا على مقتضى ما يستحق العمر الذي هو الآن من الستين إلى السبعين، أو العمر الذي هو ستمائة أو سبعمائة وألف كان قريبًا مما ذكر أن طوله كان ستين ذراعًا.
* وأما الحكمة في نقص الخلق، فإنه تخفيف على المؤمن ومحق للكافر، وليكون عدد هذه الأمة أكبر من عدد ما مضى قبلها من الأمم؛ لأنهم لما قصرت أعمارهم تضاعف عددهم.
* فأما قوله: (اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة)، فإن الذي أراه أنه سلف من آدم عليه السلام على الملائكة؛ ليكون الملائكة تسلم على ذريته قضاء لذلك الحق كقوله تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب (23) سلام عليكم بما صبرتم}.
* وأما قوله: (فتلك تحية ذريتك)، يعني أنه سيحيون ذريتك بذلك، ويجوز أن يراد فإنه تحية ذريتك فيما بينهم، فيكون ذلك مانعًا من تعمق المتعمقين في التحية لئلا يستنكف عن القناعة بذلك من يحيي به.
* فأما قوله: (فزادوه: ورحمة الله)، فإنه لما قال - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: (السلام عليكم): زادوه، وفي ذلك من الفقه: أنه لا يحيى أحد بتحية إلا كان مندوبًا إلى أن يحيى بأحسن منها، إلا أنه إن لم يوفق لاستعمال الندب رد مثلها.