والفساق في العوامل مع كونه قد يجوز أن يكون بعضه كما يقال؛ ولكن الله عز وجل حرم علينا أن نقبله أو نعمل به، فأنطق الله المولود في أمر بديع، شاع وسار حتى ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصار ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا عند كل مؤمن مقام مشاهدة الطفل، وهو يقول ذلك، واستغنى بذلك عن أن يتكلم مولود في الإسلام، بمثل هذه الحادثتين، فقد أخبر بهذا الصادق - صلى الله عليه وسلم -.

-2088 -

الحديث الخمسون بعد المائتين:

(54/ب) [عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه)].

*قوله: (إن الله أطعمه) المعنى: أنه لم يأكل وهو ذاكر، إنما أطعمه الله وسقاه، ولا يعقب إطعام الله لعبده حرج، ولا نقص في عبادة، ولا حرمان من خير، فكان ما أطعمه الله صدقة عليه، واحتسب له بصيامه، وهذا الحديث يحج به أحمد، فهو حجة الفقهاء كلهم في صحة صوم الآكل والشارب ناسياً، وأنه لا يقض سوى مالك وحده؛ فإنه يوجب عليه القضاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015