الله سبحانه بإسلامه الدين، وسر به محمدًا خاتم النبيين.

ومن لطف صنع الله سبحانه وإحسانه، أن الله سبحانه (28/أ) بعث نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، وله عمومة، وقد أتينا على ذكرهم وذكر من أدرك الإسلام منهم، فلم يختر الله سبحانه إسلام أحد منهم سوى حمزة والعباس، ثم جعل النسل منهما، والعدد والكثرة والبيت في ولد العباس رضي الله عنه، ذلك إلا بمكان الاختيار السابق من الله سبحانه لهذا البيت الكريم البادع، والنسب الشريف الشامخ؛ حيث خلقهم أعلامًا للدين وأئمة المسلمين، فحفظ بهم بلاده وعباده، واستودعهم أمر خلقه، وجعلهم القائمين بشرعه، والنواب عن نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وخصهم بوارثه القيام بخلافة النبوة، والتحمل لأعباء الأمة دون غيرهم من عترته، شرفًا عظيمًا، وأمرًا جسيمًا، وخطرًأ كريمًا {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}، {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.

* شهد العباس مع المصطفى حنينًا، وكان له ذلك البلاء المبين؛ لأنه ثبت معه وقت الشدة حيث لم يثبت معه إلا عدد يسير، هو أحدهم، فلا خلاف فيه بين العلماء، وهو الذي كان ينادي الصحابة -وكان صيتًا- بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بأعلى صوته: أين أصحاب السمرة؟ قال: فو الله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها.

وكفاه في هذا الشرف أن ثبت في مقام ولى فيه الأكثرون، ومن أحق منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015