* وكان عبد المطلب أوصى به إلى أبي طالب لكونه شقيق ابنه عبد الله، فقام أبو طالب بكفله للمصطفى إلى أن بلغ خمس عشرة سنة، ثم انفرد بنفسه، وكان مائلًا إلى عمه لمحبته له وإشفاقه عليه وحنوه، ثم إن أبا طالب أدرك الإسلام، فلم يسلم، مع دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك، كما جاء في هذا الكتاب الصحيح.

* وأما الزبير بن عبد المطلب، فلم يدرك الإسلام؛ لكن كان له نظر وفكر، أتى فقيل له: مات فلان لرجل من قريش، كان ظلومًا، فقال: بأي عقوبة مات؟ قالوا: مات حتف أنفه، قال: لئن كان ما قلتم حقًا، إن للناس معادًا يؤخذ فيه للمظلوم من الظالم.

* وأما الحارث، وضرار، والغيداق، وعبد الكعبة، وأم حكيم، وأميمة، وبرة، فلم يدركوا الإسلام.

* وأما أبو لهب: فأدرك الإسلام ولم يسلم، إلا أنه كان قد قام بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أبي طالب وحاطه وقارب الرجوع إلى الحق (26/ب)، فما زاده أبو جهل اللعين الذي أردى أخاه أبا طالب أيضًا بأشياء، منها: أن قال له القوم بأمر من تزعم أن عبد المطلب في النار، فأنكرها أبو لهب أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك، فقام له: فسأله، فصرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحق، فغضب وانقلب بأشد ما يكون من العداوة للنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى مات على ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015