بينهم، وأخرس نفسك من غيرك، وكن عليها أشد سلطانًا، ووقرها بالحلم يوقرك سواك، فإن الحلم رأس الحكمة، ومن كان حليمًا كان حكيمًا.

* وكان هاشم دخل المدينة، فنزل على عمرو بن زيد، أبي سلمى، فخطبها إلى أبيها فزوجها إياه، وشرط عليه ألا تلد ولدًا إلا في أهلها، فمضى فلم يبن بها حتى كر، فبنى بها عند أهلها، وسكن معها سنين.

ثم نقلها إلى مكة، فما حملت خرج بها فوضها عند أهلها للشرك الذي شرطه له، ومضى هشام إلى الشام فمات بغزة في وجهة الشام كما ذكرنا أولًا.

وولدت عبد المطلب؛ فسمته شيبة (24/ب) الحمد، وكانت في ذوابيه شعرة بيضاء حين ولد، فيقال بذلك سمي شيبة، فمكثب بالمدينة سنين سبعًا ثم مر رجلًا بها بينما رآه مع الغلمان يتنضل، والحديث معروف، وإنما أذكر ملخصه: فأنصرف فأخبر عمه المطلب، فقصد المطلب المدينة، فرآه فقال له: يا ابن أخ، أنا عمك، وأريد الذهاب بك إلى قومك، فاركب قال: فوالله ما كذب، أن جلس على عجز الراحلة، وأجلس المطلب على الرحل، وانطلق به، وكان ذلك مكتومًا عن أمه، فما علمت به علقت تدعو أخوتها على ابنها، فأخبرت أن عمه ذهب به، فلما رأى الناس المطلب وشيبة الحمد معه، جعلوا يقولون له: من هذا معك؟ فيقول: عبدًا ابتعته، فقال الناس: عبد المطلب، فلح اسمه عبد المطلب وترك شيبة الحمد، ثم إن المطلب ألبسه عشاء الحلة ثم أجلسه في مجلس بني عبد مناف، وكان عبد المطلب ممن ثبت حين جاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015