ويئس من الحياة، وعلم أنه خارج عما هو فيه ينتقل إلى غيره، قال حينئذٍ: لفلان كذا, ولفلان كذا، فإنه إنما جاد حينئذٍ بما ليس له، وأخرج ما تيقن خروجه من يده.
* فأما قوله: (أن تصدق وأنت صحيح)، فإن المرض منذر بالموت. وقوله: (وأنت شحيح)؛ يعني - صلى الله عليه وسلم - أن كل نفس على الإطلاق لا يزايلها شح، فإذا عصى شحه ذلك مجاهدًا لنفسه، كان محسوبًا في جملة المجاهدين في سبيل الله.
* وأما قوله: (تأمل البقاء)؛ يعني أنه إذا كان على أمل من البقاء؛ فإن الصدقة تحسب له على ما وعده الله بها؛ لأنها لم تخرج ممن يئس من الحياة.
* وأما قوله: (تأمل الغنى) في الرواية الأخرى، فإن الذي أراه أن الذي يأمل الغنى يكون أشد من الغني في الجمع والاحتشاد؛ فإذا عاصي هواه، وجاهد شرهه وحرصه، وتصدق به، كان له فيه فضل آخر إن شاء الله.
-2070 -
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائتين:
] عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم اغفرْ للمحلقين، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: اللهم اغفر (118/ ب) للمحلِّقين، قالوا: يا رسول الله، والمقصرين؟ قال: وللمقصرين)].
* قد سبق هذا الحديث في مسند ابن عمر وأنس وغيرهما، وهو طرف