خصال الإيمان.

* الخصلة التاسعة والثلاثون: حسن العهد.

ولما كان الكبر وغمص الحق، وإطراح الصحبة، ونسيان الجميل، من شعب النفاق، كان حسن العهد من المسلمين، وذكر ما سبق من الإحسان، أو تقدم من الصحبة؛ أو وجد المسلم بالمسلم من الراحة، مما إذا ذكره استدل به على أنه إنما أثار ذكره له الإيمان، فكان حسن عهده من الإيمان.

* الخصلة الأربعون: حسن الخلق.

ولما كان حسن الخلق، وهو الذي يخرج في الاعتدال من كل سجية عن طرفين مذمومين، نحو الشجاعة: بين الجبن والتغرير، والجود: بين البخل والتبذير، والعفة: بين العنة والغلمة، كان حسن الخلق، وهو الذي حماه الله سبحانه وتعالى أن يميل بصاحبه إلى أحد الطرفين، بل وقفه على الاعتدال، فكان ذلك آية واضحة؛ أنه لم ينشأ إلا عن إيمان أراه الله به قبح الغلو والتقصير، وسوء الإفراط والتفريط، فوقف على الاعتدال مطرحًا للميل مع الهوى، فكان ذلك من دلائل الإيمان.

* الخصلة الحادية والأربعون: ثبوت الإيمان بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولما كان الإيمان برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته، من حيث إنه ظهر للمتأخرين من دلائل صدقه، وشواهد حقه، ما يناسب أن يكون إيمانهم على نهاية الكمال؛ فإنه لما أنزل الله على رسوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم} الآية. فهذا الأمر وجبت فيه الحجة على من جاء (92/ أ) بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمته،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015