الأهواء لا تأتي بشيء من الخير).
* وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) يعني قرب، فلولا أن اله تعالى أمضى ما رأوه من أخذ الفداء لوقع العذاب بهم لكنه لم يصبهم لإمضاء الله تعالى ما رأوه.
* وقوله عز وجل: {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبًا} (وذكل) صير المتناول من الفداء طيبًا.
* وفي هذا الحديث ما يدل على أن الرحمة للمخلوق من المخلوق في وقت اقتضاء الجرم (67/ ب) الغلظة في الله عز وجل مخاطرة مع الله سبحانه، وإن كانت الرحمة مندوبًا إليها إلا في ذلك المقام؛ كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المتبخترين بين الصفين: (إنها لمشية يبغضها الله تعالى إلا في هذا الموضع).
- 85 -
الحديث السابع:
[عن عمر قال: كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فبعث عليًا والزبير في أثر الكتاب فأدركا المرأة على بعير، فاستخرجاه من قرونها، فأتيا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلى حاطب، فقال: يا حاطب، أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا رسول الله، أما والله إني لناصح لله ولرسوله، ولكني كنت غريبا في أهل مكة، وكان أهلي بين ظهرانيهم، وخشيت عليهم، فكتب كتابا لا يضر الله ورسوله شيئًا، وعسى أن يكون منفعة لأهلي، قال عمر: فاخترطت سيفي ثم قلت يا رسول الله، أمكني من حاطب- فإنه قد كفر- فأضرب عنقه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا بن الخطاب،